هل تعرف القيم التي يفترض تعليمها للأطفال ؟ هناك العديد من القيم التي يفترض أن يقوم الأهل بتعليمها لأطفالهم، ليستطيع هؤلاء الاطفال لاحقاً من تطوير ذاتهم، ولكي يكونوا أشخاص أكثر فعالية في المجتمع، وأكثر قرباً من المحيطين بهم، علماً أن تعليم هذه القيم لن يكون بالأمر السهل، فهو يحتاج من الاهل بذل الكثير من الجهد وان تكون أفعالهم مقترنة بأقوالهم، كما أن للمدرسة ومحيط الطفل دور كبير في غرس القيم الجيدة في نفوس الاطفال.
وستبقى القيم الانسانية التي يتعلمها الطفل وهو صغير، البوصلة التي يستند اليها لاحقاً في بناء تصوراته وأحكامه حول الأشياء الإيجابية والأشياء السلبية، وهي المحفز الرئيسي لسلوكه والمتحكم الاساسي بخياراته.
ونظراً لأهمية القيم الإنسانية والأخلاقية في تطوير الذات وبناء المجتمع الانساني الصحي والسليم، فإننا سنحاول من خلال هذا المقال أن نطلع على القيم التي يفترض تعليمها للأطفال ؟
هل تعرف القيم التي يفترض تعليمها للأطفال ؟
الأمانة:
تبقى الأمانة من أهم القيم التي يفترض السعي لغرسها في نفوس الاطفال، علماً أن مفهوم هذه الكلمة هو كبير ولا يقتصر على إعادة الأموال والممتلكات لأصحابها، بل هو يمتد الى الامتناع عن التعدي على أموال الآخرين وممتلكاتهم، والى مساعدة الغير وحفظ أسرارهم ودفع المترتبات المتعلقة بالذمة المالية، ومن المهم معرفة أن هذه القيمة لا يمكن تعليمها للطفل عبر الكلام والشرح المستفيض، بل أن ذلك يجب أن يترافق مع ممارسة هذه القيمة من قبل العائلة والمحيطين بالطفل.
الصدق:
إن الصدق هو بلا شك من أسمى القيم التي يفترض تعليمها للأطفال، فهذه القيمة هي التي أوصت بها جميع الأديان السماوية، والتي تتفق عليها كافة القيم المجتمعية والأخلاقية، ولكي نشعر الطفل بضرورة الصدق يفترض أن نجعله يعتاد على كره الكذب ونبذه، وبالتالي فإن صدق الوالدين مع الطفل ومع الآخرين، هو الوسيلة الأمثل ليتشرب الاطفال الصدق وينبذون الكذب منذ طفولتهم.
العدالة وتجنب ظلم الآخرين:
لا يوجد انسان على وجه هذه الأرض يحب أن يتعرض للظلم، فكيف للإنسان أن يعرّض الآخرين لما لا يحب التعرض له، ولذلك فمن الضروري أن نغرس في الاطفال قيمة العدالة وعدم الظلم لأي انسان آخر، وهذه القيمة كما كل القيم التي سبقتها لا يمكن تعليمها للطفل من خلال القول أو الشرح، فالاهم هو رؤية العائلة والمحيط يلتزمون بهذه القيمة ويمارسونها.
التعاطف مع الآخرين والتواضع أمامهم:
إن التعاطف والتواضع من أصعب القيم التي يفترض تعليمها للأطفال، فهي تحتاج تعليمه الثقة بنفسه، ولكن دون أن يصل الى مرحلة الغرور، بالإضافة الى أهمية المتابعة المستمرة والدائمة من الأهل لكي يتشرب طفلهم التواضع دون أن يصل تواضعه لمرحلة تشعره بالدونية.
العزيمة والمثابرة:
قد يعتقد الكثيرون بأن العزيمة والمثابرة من المهارات الشخصية وليست قيم أخلاقية يمكن تعليمها، لكن الدراسات التي أجراها علماء النفس أكدت ان هذه الصفات من أبرز القيم التي يفترض تعليمها للأطفال، فالأهل هم الاقدر على تشجيع الطفل على أن يتخطى العقبات والصعوبات حتى يصل الى هدفه، حتى لو اضطر لتكرار محاولاته عدة مرات، وللوصول الى ذلك يجب الثناء على الطفل عند مثابرته للوصول الى الهدف، وأن تقدم له المكافآت على تصميمه وعزيمته، مع الانتباه لضرورة تعليم الطفل الوصول الى أهدافه دون الإخلال بالقيم الاخلاقية وبالضوابط الدينية والمجتمعية.
كما أن تعليم الاطفال ودفعهم للمشاركة بالألعاب والمسابقات الرياضية او الفكرية او الترفيهية، يساعد على أن يصبح الطفل انسان اجتماعي متعاون، مع ضرورة أن يبذل أقصى طاقاته للفوز، وهنا علينا تعليمه كيف يتواضع في حالة الفوز، وكيف يتقبل الخسارة في حال حصولها.
الالتزام بالعهود وتحمل المسؤوليات:
إن هاتين القيمتين تجمعان في نطاقهما الكثير من القيم التي يفترض تعليمها للأطفال، ومنها الامانة والصدق والاحترام والوفاء، وبالتالي فإن الطفل الذي تغرس فيه القيم سيكون انسان ملتزم بوعوده وقادر على تحمل مسؤولياته، وبالتالي سيكون انسان فاعل ومثالي بالمجتمع.
وبذلك نكون قد حاولنا الإجابة بأفضل طريقة على سؤال: هل تعرف القيم التي يفترض تعليمها للأطفال ؟ والتي تساهم في تطويرهم على المستوى الشخصي، وتساعد على الوصول الى المجتمع الذي نسعى اليه.
