ما هي الزراعة المائية .. مستقبل الزراعة في العالم

 ما هي الزراعة المائية .. مستقبل الزراعة في العالم



ما هي الزراعة المائية .. مستقبل الزراعة في العالم


إن الزراعة المائية هي مستقبل الزراعة في العالم، هذا ما أكده كافة الباحثين والعلماء المشاركين في المؤتمر العالمي "التكنولوجيا الخضراء 2021"، والذي عقد في شهر أيلول/ سبتمبر الماضي بالعاصمة الهولندية امستردام.

يعتقد المتخصصون أن الثورة التي أحدثتها الزراعة المائية والتي سميت "التكنولوجيا الخضراء"، قادرة على حل مشكلة الغذاء حول العالم، وبالتالي إيجاد حل لمشكلة الجوع  التي هي من دون شك أكبر مشكلة في عالمنا الحالي، حيث يعاني أكثر من 700 مليون إنسان حول العالم من الجوع.

والحل يجب أن يكون فعالاً لأن هذه الأعداد تزداد بشكل مستمر، وعلى الرغم من أن النسبة الأكبر لهؤلاء الاشخاص في قارتي إفريقيا وآسيا، إلا أن ملايين الأشخاص في القارات الأخرى تمتد إليهم هذه المشكلة، وقد جاء وباء كوفيد-19 والاجراءات المتخذة لمواجهته، لتزيد من أعداد المعدمين والفقراء حول العالم.

ما هي الزراعة المائية؟ 

تعتبر الزراعة المائية من أحدث طرق الزراعة حالياً، وهنا النباتات لا تنمو في التربة، بل تنمو خارج التربة، وبالماء بشكل مباشر في مكونات معدنية.

قد يظهر الأمر غريباً فقد اعتاد الناس بأن الزراعة تكون بالتربة الموجودة بالحدائق والحقول، فكيف لها أن تنمو خارجها، وبشكل أفضل وصحي أكثر كما يقول المتخصصون.

تنمو النباتات في التكنولوجيا الخضراء بناءً على عملية "التمثيل الضوئي"، وهي تعتمد على الشمس وما ترسله من ضوء مع الكلوروفيل (هي مادة كيميائية تتواجد بأوراق النبات)، وهذا ما يؤدي لتحويل غاز أكسيد الكربون والماء الى أوكسجين وجلوكوز، وذلك وفق المعادلة التالية:  6CO2 + 6H2O → C6H12O6 + 6O2

وبكل بساطة يمكننا القول أننا أمام طريقة تساعد على تخطي التربة بالزراعة، عبر فرز مواد متعددة تدعم جذور النباتات، وفيها تزرع النباتات بالمياه الغنية بالمغذيات.

 

دور التكنولوجيا الخضراء في حل مشكلة الغذاء:

إن حل مشكلة الغذاء التي تتفاقم عاماً بعد آخر من المشكلات المهمة للغاية التي تقوم حولها دراسات كثيرة جداً، وبالخصوص أنه من المتوقع ان يبلغ عدد سكان العالم في العام 2050م ما يقارب 9 مليارات إنسان.

وهذه الأعداد الضخمة جداً يجب تأمين الغذاء لها، وهو ما لا يمكن الحصول عليه دون حلول مبتكرة تؤمن الحصول على الغذاء بشكل أكثر كفاءة مما يتم الحصول عليه حالياً، وبدون شك إن الزراعة المائية هي من أهم الحلول والأساليب المبتكرة التي تساهم في تخطي جزء من المشكلة.

كما ذكرنا أن أهم علماء العالم يؤكدون أن المستقبل الزراعي سيكون للزراعة المائية، وهذا ما أكدته "فيرونيك سافلكول" التي تعمل كمديرة مبيعات في مؤسسة BASF التي تنتج المحاصيل العالمية، عندما قالت أن BASF تنتج محاصيل تكفي لإطعام خمسمئة مليون شخص حول العالم، مشيرة الى أن مستقبل الزراعة المائية مشرق جداً دون ادنى شك.

أهم فوائد الزراعة المائية:

  • تساهم بزيادة الانتاج الزراعي بصورة كبيرة، وخصوصاً أن انتاجها اكبر من الطرق التقليدية في الزراعة، لأن البذور ستنمو في الماء بشكل أسرع من الشكل الذي تنمو فيه بالتربة.
  • إن معاناة النباتات المزروعة وفق التكنولوجيا الخضراء تعاني بشكل أقل من الأمراض والحشرات والفطريات، مما يجعلها نباتات صحية أكثر من تلك التي تزرع في التربة، بالإضافة للانخفاض بمقدار المبيدات الحشرية أو المعادن الثقيلة التي تتراكم بشكل كبير على أنسجة النباتات المزروعة بالطرق التقليدية.
  • إن الزراعة في التربة تحتاج الى تناوب بين المحاصيل، وهذا الامر غير ضروري في الزراعة المائية، فمن الممكن أن نزرع نفس النوع من النبات لعدة سنوات بالكفاءة الانتاجية ذاتها.
  • من أهم فوائد الزراعة المائية أنها لا تعتمد على الانتاج الموسمي أو الفصلي الذي يجب تحقيقه في الزراعة التقليدية، حيث يمكن على سبيل المثال زراعة الطماطم بفصل الشتاء حتى إن كان الطقس في الخارج مثلجاً.
  • قد يعتقد البعض أن الزراعة المائية تحتاج الى كميات كبيرة جداً من الماء تفوق تلك التي تحتاجها الزراعة التقليدية لسقاية التربة، ولكن الحقيقة عكس ذلك تماماً، حيث تعتمد تقنية الزراعة وفق التكنولوجيا الخضراء على إعادة تدوير المياه في دورات مغلقة تسمح باستخدامها مرات متعددة، وإيصالها اكثر من مرة للنباتات ذاتها، مما يجعل من أبرز فوائد الزراعة المائية احتياجها لكميات اقل من الماء.
  • لا يسبب هذا النوع من الزراعة أي استهلاك أو تآكل في التربة.
  • إن تقنيات التكنولوجيا الخضراء تخفف من الاستخدام للوقود الأحفوري، فهي لا تحتاج لمختلف الآلات الزراعية التي تستخدم عند البذار، او الحراثة والنقل.
  • إن الزراعة المائية صديقة للبيئة من جهة التوفير في استخدام مختلف المبيدات الحشرية التي تكون مهمتها القضاء على الأعشاب الضارة في التربة، وهذا ما يؤثر إيجابياً على صحة الإنسان.
  • إن المردود يكون أكبر في الزراعة المائية التي تدار بأسلوب علمي متميز، لأن جذور النباتات تغمرها كافة العناصر الغذائية التي نحتاج اليها، وهي تنضج بشكل أسرع من زراعة النباتات ذاتها في التربة بنسبة تصل الى 25%،  وهي تعطي غلة محاصيل أكبر.

أبرز سلبيات الزراعة المائية:

تستخدم تقنيات التكنولوجيا الخضراء الكهرباء بهدف الإنارة، مع يحتاجه توليد الطاقة الكهربائية (في معظم الأحيان) من أضرار بيئية كما هو متعارف عليه.

إن المغذيات السائلة التي تتغذى عليها النباتات في الزراعة المائية ينتج عنها نفايات قد تؤدي الى تلوث البيئة التي تحيط بالمزارع المستخدمة بالزراعة المائية، لكن هذه السلبية يمكن السيطرة على آثارها الضارة عبر إعادة الاستخدام لمحلول النفايات المائية في الزراعة التقليدية بالبيوت البلاستيكية.

هل يمكن تنفيذ الزراعة المائية في المنزل؟

تحتاج الزراعة المائية الحصول على العديد من الأجهزة الحديثة التي تساعد الشخص على أن يقيس الماء، ودرجة الأملاح، وبعض الأجهزة الأخرى التي تساهم في زيادة كمية المحصول وكميته.

تبقى أنجح أكثر انواع النباتات سهولة ونجاحاً عند زراعتها بهذه التقنية الحديثة داخل المنزل او المزارع الخاصة هي: (الطماطم، البقدونس، الكزبرة، الخس، الفليفلة، الفجل)، مع ضرورة المراقبة الدائمة للنباتات المزرعة لتجنب أي مشاكل.

وبالتالي فإن التكنولوجيا الخضراء تحتاج الى بذل مجهود كبير لبناء نظام زراعي متكامل ومتميز داخل المنزل، ولنعرف كيفية عمل الزراعة المائية في المنزل سنعدد الخطوات اللازمة لتأسيس نظام زراعي بسيط وله مردود كبير ومميز، وذلك وفق الشكل التالي:

  • الخطوة الأولى:

تكون بداية العمل بالاختيار الجيد للمكان المميز والواسع، والذي له تهوية جيدة، ثمّ يتم تحديد حاويات كبيرة تجري الزراعة المائية فيها، ويعمل الشخص على فصل الزجاجات عن الحاويات للوصول الى محصول متميز.

تملأ الحاويات بالركيزة التي تبلل بشكل مسبق بالماء، ويتم العمل على صنع عدد من الثقوب داخل الحاويات، وذلك لتوضع بذور النباتات في هذه الثقوب، ومن خلال هذا العمل تبنى هذه الزراعة وتتطور الجذور وتنمو.

  • المرحلة الثانية:

تغطى البذور الموجودة بالحاويات بالركيزة، وهذا ما يسهل من نموها بشكل بسيط وسهل، فالبذور يجب أن تبقى محافظة على ترطيبها بمقدار كبير من الماء، وتتواصل عمليات الري كل ثلاثة أيام من خلال محلول المغذيات الذي يتم تخفيفه بالماء.

مع القيام بالعديد من عمليات العناية وقياس الماء أو نسبة الأملاح الموجودة.

ومن اهم ميزات التكنولوجيا الخضراء أنها تساعد البشرية على ان تحارب الجوع، وتوفر مقدر كبير من الغذاء.

 كما أنها يمكن ان تأسس في المنازل دون الحاجة للأراضي الزراعية الباهظة الثمن، مع توفير كبير في مقدار الماء المستهلك في الزراعة التقليدية، ودون أي حاجة لانتظار المياه الجوفية بكميات كبيرة أو هطول الأمطار.

وفي الختام نسأل الله تعالى أن يكون قد وفقنا بتعريفكم، ما هي الزراعة المائية التي تعتبر مستقبل الزراعة في العالم.


mounir tech
mounir tech
مدون عربي مهتم بالتكنولوجيا و خاصة تطبيقات الهاتف و كل مايتعلق بالايفون و الاندرويد
تعليقات