ما هي أهم المعلومات عن الماسونية
ما هي أهم المعلومات عن الماسونية؟ إنها الحركة السرية الأكبر على مستوى العالم، والتي نجد أن هناك مؤيدين كثر لها، بينما نجد النسبة الأكبر تعارضها، وخصوصاً في العالم العربي والإسلامي الذي يعتبرها من أكثر الحركات خطورة على المجتمعات، وبأنها تعمل على الوصول لأهداف الصهيونية العالمية.
وقد ظهر هذا الأمر بشكل واضح في القرن الماضي، عندما ناشدت المحافل الماسونية أهالي فلسطين المحتلة أن يعيشوا بسلام وهدوء مع اليهود.
ونتيجة لخطورة هذه الحركة فقد أصدر الجامع الأزهر في مصر فتوى تعتبر بأن (الانسان المسلم لا يمكن أن يكون ماسونياً، لأن انضمامه لهذه الحركة يعني الانسلاخ التدريجي عن الدين الإسلامي).
وبالرغم من محاولة الحركة تلميع صورتها، والإعلان بين فترة وأخرى عن انضمام أحد الرؤساء أو السياسيين أو المفكرين أو العلماء أو رجال الدين أو الفنانين والمثقفين وغيرهم من مشاهير المجتمعات اليها، إلا أن سمة الماسوني أن تبقى من التهم الخطيرة التي تلاحق المنتمي لهذه الحركة بالعالم العربي أو الإسلامي.
فما هي أهم المعلومات عن الماسونية؟ وما هو سبب كل هذا الجدال المحيط بها؟ هذا ما سنحاول عرضه عليكم من خلال هذا المقال الذي نأمل أن يثري معلوماتكم العامة.
ما هي الماسونية؟
إن الماسونية إحدى الحركات العالمية السرية، ونظراً لغموض نشأتها وأهدافها، ولسعة انتشارها ونفوذها، فقد تمكنت من المحافظة الى حد كبير على سريتها، حيث بقيت الكتب والمؤلفات الكثيرة حول هذه الحركة غير مكتملة، حتى من الأشخاص الذين كان لهم تجارب لم تكتمل مع هذه الحركة.
ساهم وجود درجات متعددة يقوم الماسوني بالتدرج والانتقال فيها خلال سنوات عديدة، في بقاء أسرار الدرجات الأعلى محافظ عليها، لأن أصحاب الدرجات الأدنى لا يعرفونها.
تمنع الحركة الماسونية أتباعها من تسريب أي أسرار مرتبطة بها، وتبقى أهم هذه الاسرار تلك المرتبطة بتجربة طقوسها، وهي تعتبر من الأسرار المطلقة الغير قابلة للخيانة.
في السنوات الأخيرة بات الناس على معرفة أكبر بالماسونية، حيث فتحت بعض المحافل المجال للمشاركة في "ليلة المتاحف الطويلة" التي تقام بالعاصمة الألمانية برلين، كما سمح المجال للجميع المشاركة بما يسمى "يوم المعالم المفتوحة".
وهنا من المفيد الإشارة الى أن طبيعة المحافل الماسونية تختلف، فعمل هذه المحافل وتوجهها وأهدافها يختلف حسب المناطق والدول التي تأسست فيها، ووفق الخلفيات الدينية والسياسية لمؤسس المحفل الماسوني.
يرى الكثيرون أن الماسونية من الحركات اليهودية التي لها ارتباط متين مع الصهيونية العالمية، وبأن هدفها الأساسي السيطرة التدريجية على العالم، والعمل على ما تعتقد انه بناء لهيكل سليمان، في حين ينفي زعماء هذه الحركة ذلك الأمر ويعلنون أن حركتهم من (الحركات الخيرية التي تسعى للتآخي بين البشر والعمل على رفاهيتهم).
تعريف الحركة الماسونية:
بعد كل ما ذكرناه نستطيع أن نعرّف الحركة الماسونية بأنها الجمعية السرية الأكبر في مختلف دول العالم، والتي تعلن أنها تطبق ممارسات وتعاليم النظام الأخوي السري، وذلك فقط لما يسمى الماسونيين المقبولين والأحرار.
نشأة الحركة الماسونية:
نظراً لسرية الحركة الماسونية منذ نشأتها فإن الأخبار والمعلومات عن نشأتها وتاريخها متضارب ومختلف، حيث يعتقد البعض أن نشأتها كانت بين عامي 1095- 1099م بالمشرق العربي مع نهاية أولى الحملات الصليبية، عن طريق احد التنظيمات العسكرية المعروفة باسم "فرسان الهيكل".
بينما يوغل البعض في قدمها حتى أوصلوها الى أيام المصريين القدماء، ونجد قسم آخر يقول بحداثتها وأنها تأسست بعد عام 1616م عن طريق "جمعية الصليب الوردي".
ويبقى الاحتمال الأكبر هو ما قالته الموسوعة البريطانية التي أعادت نشأة الحركة الماسونية الى النقابات المشكّلة من البنائين الذين تولوا في العصور الوسطى مهام بناء الكاتدرائيات والقلاع.
أهداف الحركة الماسونية:
إن أهداف الماسونية كما معظم المعلومات المرتبطة بها بقيت متضاربة وحولها الكثير من الأقوال، ويبقى الاحتمال الأكثر واقعية بأنها من الحركات التي تتجاوز الدول والحدود، والتي تتحكم من خلال نسبة قليلة من الأشخاص بالكثير من خيرات العالم ومقدراته.
وينظر الى الحركة الماسونية الى انها على ارتباط وثيق بالصهيونية والحركة اليهودية التوراتية، وهناك الكثير من الأدلة على ذلك كالاعتماد على اللغة العبرية بالكثير من كلماتهم السرية وشفرات الاتصال بين الأعضاء، وبأن "نجمة داوود" المرتبطة باليهود هي من رموز الحياة لديهم.
وقد نقل الدكتور حسان حلاق الاستاذ في التاريخ، عن اللبناني "يوسف الحاج" الذي كان من الماسونيين الذين وصلوا للدرجة 33 التي تعتبر أعلى درجات العضوية لدى الماسونيين، بأنه كان يقول "إن الماسوني يؤمن بالتوراة وأن الحركة الماسونية بنت اليهودية".
ينفي الماسونيون هذه الاتهامات عن انفسهم ويحاولون الإعلان بأنهم يمجدون ما يعتقدون أنه "الرب مهندس الكون" وبأنه هو " البنّاء الأعظم"، وأنهم يشجعون على حرية التفكير وحب الآخر والعيش معه بتسامح وأخوة بغض النظر عن معتقداته وانتمائه.
كما يؤكد الماسونيون كما يدّعون بأنهم يشجعون المنضمين للحركة الماسونية على تقوية الدين الذي ينتمون اليه، وبإيمانهم بالقيم العالمية المشتركة، ولكن في نفس الوقت هم يقولون بأنه يحظر على الماسوني الخوض بالدين أو السياسة على اعتبار هذان العاملان من الأمور التي تؤدي للتفرقة.
شعار الماسونية:
يتشكّل شعار الماسونية من تعامد الفرجار الهندسي مع مسطرة المعماري، وهذا له معنى ظاهر قد يؤشر على مهنة البناء.
أما المعنى الباطني المقصود من الشعار كما يقول الماسونيون فهو "علاقة الخالق بالمخلوق" فالزاويتين المتقابلين بالشعار ترمزان الى علاقة السماء بالأرض، والأرض بالسماء، بإشارة للطبيعة الأخوية التي تدعيها الحركة الماسونية، والنجمة السداسية التي تشير الى نفس المعنى، وإن كان يعتقد انها حقيقة ترمز الى نجمة داوود.
النظام الماسوني الداخلي:
إن الهيكلية والتجنيد للأعضاء تكون من خلال النظام الماسوني الداخلي المؤلف من ثلاث طبقات ومن ضمنها 33 درجة، وتكون الطبقة الثالثة هي العليا ويسمى من يصل اليها "أصحاب الثقة"، ويكون ما يسمى "قسم الولاء" لديهم هو الأهم والأكثر سرية، ويعرض النكوث بالقسم العضو لأقسى العقوبات.
إن المحفل الماسوني الأعظم هو المحفل الموجود بالعاصمة البريطانية لندن، ويضم هذا المحفل العشرات من القاعات والغرف التي تعقد فيها الجلسات الخاصة للماسونيين، وتنظم فيها الحفلات، وداخلها يقبل الأعضاء الجدد، كما يرقى الأعضاء الى المراتب الأعلى.
على الرغم من نفي الماسونية علاقتها بالدين والسياسة، لكن ما يؤكد عدم صحة هذه الادعاءات أن القاعات في المحافل الماسونية فيها حضور قوي للرموز الدينية وبشكل خاص اليهودية.
من أشهر الطقوس التي تعقدها الحركة الماسونية الطقس الخاص بقبول الأعضاء الجدد، الذي يقام أكثر من مرة كل عام، وفي اماكن مختلفة من العالم، ويقوم أحبار ورؤساء الماسونية حول العالم بترتيبه.
يقوم العضو الجديد بالقسم الماسوني ويتعهد بأن يكون من ضمن العشيرة الماسونية، وأنه سيشارك إخوانه ويحضر الاجتماعات، كما أنه يقوم بقبيل ما يسمى "الكتاب المقدس" عند الماسونيين.
وبعد ذلك يذكّره "الرئيس الأعظم" المسؤول عن اجراءات القبول بأنه سيطلع بعد القسم على أسرار أول درجات البنائين الأحرار، وبأن محاولته الهرب ستعرضه للعقوبات التي قد تصل الى الشنق أو الطعن، وعبر التاريخ الماسوني تعتبر أكثر العقوبات تنفيذاً هي قطع الرقبة من جذورها، وذلك في حال إفشاء أحد الأسرار.
وبالرغم من الانفتاح النسبي للحركة الماسونية، إلا أنه وحتى يومنا هذا يمنع على الأعضاء كشف طريقة المصافحة الماسونية، أو ذكر كلمات السر التي تطلب منهم بهدف الدخول الى المحافل الماسونية التي تحصر اجتماعاتها بالماسونيين.
ويعرف الماسونيون بعضهم البعض من خلال بعض الطرق المتبعة من قبلهم ومنها، طرق محددة بالعناق أو المصافحة.
أشهر رموز الماسونية:
هناك العديد من الرموز التي تشير الى الحركة الماسونية ومنها:
الرموز المرتبطة بمهنة البنائين ومنها الإزميل، الشاقول، المطرقة، الفرجار، المسطرين، المكعب والحجر وغيرها من الرموز المرتبطة بعملية البناء وموادها.
- رموز كيميائية مثل الزئبق والملح والكبريت.
- رموز فلكية مثل القمر والشمس والنجوم.
- حرف G الذي يرمز الى الرب، كما انه أول حرف بكلمة هندسة.
- بعض الأشكال الهندسية والرموز العالمية مثل الصليب، النقطة، المثلث، الدائرة.
- هناك ملابس محددة خاصة يرتديها الماسونيون تدل على وظائفهم والمراتب التي وصولوا اليها.
كما ان للماسونية زخارف خاصة وأصوات معينة، وبختام مقالنا ما هي أهم المعلومات عن الماسونية، نشير الى ما يسمونه الكتاب المقدس الذي فيه عناصر مستعارة وبالخصوص من معبد سليمان.