كلما ارتفع صوتنا بالشكوى من مشكلة صحية .طلب منا اجراء فحص الدم
الدم هو اوكسجين انسجة الجسم .وهو غداؤنا و درعنا و حرارتنا .الدم هو الحياة كل الحياة
لدلك كان الدم موضوع مقالتنا اليوم و الدي سوف ينقسم الى اجزاء بدانا هدا المقال بالتعريف بالدم و تركيبه ثم انتقلنا الى دراسة فئات الدم ثم الى ضغط الدم و دلالات كل اختبار .
ثم سوف نستعرض عدد من اكثر امراض الدم شيوعا :فقر الدم (انيميا) و المزاج النزفي (هيموفيليا) و سرطان الدم (لوكيميا). و انهينا هده السلسلة بنظرة تفصيلية الى سرطان الجهاز اللمفاوي و علاجاته المعاصرة
وهكدا اخدنا بيد القارئ ليطلع على كل المعلومات التي يحتاج اليها في موضوع الدم فيطمئن الى صحته ادا كان سليما و يسرع الى طلب العلاج ان كان مريضا
الدم
التعريف بالدم
الدم هو وسيلة النقل الاساسية في الجسم فهو ينقل الاوكسجين من الرئتين الى انسجة الجسم كما ينقل ثاني اوكسيد الكربون من الانسجة الى الرئتين و هو يحمل الاغدية الى من الجهاز الهضمي الى الانسجة و يسير بمنتجات الفضلات الى الكليتين و هو يحمل السوائل من الانسجة واليها معاونا بدلكعلى حفظ توازن الماء بالجسم .
و في الحالات الداهمة يجيء الدم بالخلايا الدموية و بالاجسام المضادة الى موضع العدوى او ينقل المواد المجلطة للدم الى موضع التمزق في وعاء دموي.
ويتولى الدم توزيع الهورمونات التي تفرزها الغدد الصم على اعضاء الجسم التي تختص تلك الهورمونات باحداث تاثيرات فيها .كما يعاون الدم على تنظيم درجة حرارة الجسم بنقله الحرارة الزائدة من داخل الجسم الى الطبقات السطحية للجلد حيث تتبدد الحرارة في الهواء المحيط بالجسم
ويتباين الدم في لونه من الاحمر القانئ الذي يكون عليه دم الشرايين الى احمر داكن منه يبتدي في دم الاوردة. وجملة كمية الدم التي يحتوي عليها جسم شخص ما تتوقف على وزن ذلك الجسم
فالشخص الذي يزن خمسه وستين كيلوغرام يحتوي جسمه على 5 لترات من الدم
تركيب الدم
يتركب الدم من جزئين اساسيين:
البلازما وتتكون من الماء المذاب فيه تلك المواد التي ينقلها الدم الى الانسجة والجزيئات الجامدة التي تشمل خلايا الدم والصفائح الدموية المعلقه في البلازما
البلازما
تؤلف البلازما ما يقارب من خمسة وخمسين في المائة من جملة حجم الدم وتتكون من قرابة 91 % من الماء وسبعة في المئه من البروتينات واقل من واحد في المئة من الاملاح الغير المعدنية والمواد العضوية الاخرى عدا البروتينات والغازات المذابة والهرمونات والاجسام المضادة والانزيمات
ومن المواد المذابة في البلازما عده بروتينات هامه مثل زلال او البومين المصل والجاماجلوبيولين و الغيببرينوجين والبومين المصل عامل هام في تغذيه الجسم.
ومن الارجح ان يتكون في الكبد مثله في ذلك مثل الغيببرينوجين والغيببرينوجين عامل مهم في عملية تجلط الدم .و الجاماجلوبيولين الذي يتكون في الغدد اللمفاوية يحتوي على معظم الاجسام المضادة دوات الاهمية الخاصه في اكسا ب الشخص مناعة تجاه الامراض المختلفة
خلايا الدم والصفائح الجزيئات المعلقة في الدم تكون 45 في المئة الاخرى من جملة حجم الدم. وهي تشمل خلايا الدم الحمراء و البيضاء و صفائح الدم او خلايا التجلط. وخلايا الدم الحمراء والبيضاء تعرف ايضا بالكريات او الجسيمات
خلايا الدم الحمراء
الغالبية العظمى من خلايا الدم هي من خلايا الحمراء ويوجد ما يقرب من الخمسه ملايين من خلايا الدم الحمراء في كل ملمتر مكعب واحد من الدم وما يبلغ ال35 من التريليونات اي الاف من الالاف الملايين في جسم الشخص البالغ بالحجم المتوسط.
مع ان الخلية المفردة من هذه الخلايا المجهرية الحجم فان مجموع تلك الخلايا يؤلف مساحة سطحية اجمالية تعادل تقريبا حجما شبكة الهدف لكره القدم
هذه المساحة السطحية الواسعة تعد ذات اهمية في ما يؤديه الدم من مهمة حمل الاوكسجين من الرئتين الى الانسجةلان تبادل الاوكسجين في كل من هذين الموضعين يقع من خلال سطوح الخلايا ويجب اتمامه عاجلا في اثناء مرور الدم بهما.
وخلايا الدم الحمراء تدين بمقدرتها على حمل الاكسجين الى نوع من البروتين تحتوي عليه يسمى الهيماتين. وهو الدي يكسب الدم لونه الاحمر .
و الهيماتين الدي يحتوي على حديد يتحد ببروتين اخر يسمى الجلوبين .ليكون الهيموجلوبين الدي يؤلف جزءا مهما من خلية الدم الحمراء
وللهيموجلوبين مقدلرة خاصة على جدب الاوكسجين الطليق و تكوين ارتباط مسترخ يجمعه واياه .ووجود الهيموجلوبين يمكن الدم من ان يمتص مقدارا من الاوكسجين يبلغ من الاضعتف ستين مرة من مثل مقدار الاوكسجين الدي تمتصه البلازما داتها
والذين يقطنون الجبال تحتوي أجسامهم من خلايا الدم الحمراء على عدد أكبر مما تحتوي عليه أجسام اولئك الذين يعيشون قريبا من مستوى البحر ويرجع ذلك الا ان نقص مدد الاكسجين في المرتفعات العالية يحفز الجسم الى تكوين المزيد من خلايا الحمراء
وهذا المزيد من تلك الخلايا يزيد كفايه الدم في حمل الاكسجين وبذلك يعمل على تعويض نقص الناشئ من قلة كمية الاكسجين الممكن نيلها.
والعدد الذي يحتوي عليه الدم من الخلايا الحمراء يتغير على ممر اليوم فيكون على اخفضه في الصباح ويتزداد نوعا ما كلما دنا المساء كما يزداد العدد ايضا في اثناء الاجهاد البدني العنيف .و تختزن الخلايا الحمراء الزائدة في الطحال الذي يؤدي وظيفة الخزان أو المستودع في جهاز الدم . إذ يطلق الخلايا في الدم حسب الاقتضاء
كما يطلق الطحال أيضا الدم قدرا إضافيا من الخلايا الحمراء في أثناء الدواهم مثل حالات النزف
وتتكون خلايا الدم الحمراء في النخاع العظمي الأحمر بالضلوع وعظم الصدر الامامي المتوسط القص والجمجمة وعظم الحوض والفقار ونهايات العظام الطويلة للأطراف. والخلية الحمراء في المعدل المتوسط يبلغ مداها من العمر ما يتراوح بين 110 ايام و 120 يوما فاذا بلغت من عمرها غايته تفسخت و تولى الطحال و الكبد جمع حطامها
و يبلغ عدد ما يتفسخ من خلايا الدم الحمراء في الدقيقة الواحدة ما يقرب من العشرين مليون من الخلايا و لما كان عدد الخلايا الذي يحتوي عليها الدم يظل ثابت الى حد ما فان مؤدى ذلك هو أن ما يقرب من العشرين مليونا من خلايا الدم الحمراء يجري تكونه كل دقيقه
والهيموجلوبين الذي يتخلف من الخلايا المتهدمة يتحلل وينقل الى الكبد حيث يختزن ما يحتوي عليه من حديد ويرسل باقي محتوياته الى الدم تخرج من الجسم في الصفراء والبراز والبول
خلايا الدم البيضاء
تؤلف خلايا الدم البيضاء خط الدفاع الأول للجسم ضد أنواع العدوى وخلايا الدم البيضاء لا تحتوي على هيموجلوبين ولذا فهي لا لون لها وعلى نقيض خلايا الدم الحمراء تستطيع الخلايا البيضاء أن تتحرك بقواها الذاتية وهي اكبر حجما من الخلايا الحمراء و أقل منها بكثيرفي العدد. ففي عينة ما من الدم يوجد من الخلايا الحمراء ما يعادل ما بها من الخلايا البيضاء 600 مرة
وفي الحالة السوية يحتوي الدم على ما يقرب من ثمانية آلاف خلية بيضاء في المليمتر المكعب الواحد
ومن بين بضعة الانواع التي تتباين بها الخلايا البيضاء تعد خلايا النيتروفيل أي الخلايا المتعادلة الاصطباغ وأعظمها عددا تؤلف ما يقرب من السبعين في المائه من العدد الكلي للخلايا البيضاء
والخلايا اللمفاوية هي نوع آخر هام من أنواع الخلايا البيضاء وهي تؤلف زهاء العشرين في المئه من ذلك العدد الكلي
الخلايا المتعادلة الاصطباغ اللمفاوية ومعظم خلايا مادة من البيضاء الأخرى خلايا بلعمية اي لها قدرة على ان تطبق على الجراثيم وتلتهمها ومن خصائص تلك الخلايا البيضاء ايضا انها تتكاثر بسرعة في حيثما تغزو الجراثيم الجسم.
إذ ما يحدث ذلك حتى تتوافد تلك الخلايا مسرعة الى موقع العدوى وتطوق الجراثيم وتفتك بها وإذا ما فحصت خلية بيضاء تحت المجهر يمكن أن يرى في داخلها عددا من الجراثيم يبلغ من الكثرة 15 او 20 جرثومة
وفي أثناء العدوى قد يزيد عدد الخلايا البيضاء بدرجة من الكثرة تبلغ ثمانية أمثال عددها في الحالة السوية ومن دَأْب الخلايا البيضاء تحاول عزل الجراثيم عما يحيط بها من الأنسجة السليمة وإذا ما حققت ذلك فان العدوى تكون قد كبحت وخلايا الدم البيضاء ما مات منها او مازال حيا على السواء مضافا إليه سوائل الجسم المتجمعة والجراثيم الميتة وخلايا الانسجة هي كلها تلك العناصر التي تتألف منها الصديد
تتكون خلايا الدم البيضاء في النخاع العظمي الأحمر في ما عدا الخلايا اللمفاوية فانها تتكون من النسيج اللمفاوي
صفائح الدم
اجسام صغيره رائقة يبلغ حجمها ثلث حجم خلايا الدم الحمراء تقريبا او اقل من ذلك و الصفائح هي التي تبتدئ تجلط الدم و التجلط clothing و هو تكون مادة هلامية الشكل فوق نهايات الأوعية الدموية إذا ما قطعت مما يترتب عليه توقف مسيل الدم
وتمثل هذه الظاهرة إحدى مكونات الجسم الدفاعية الطبيعية لدى حدوث الإصابة .وتكون الجلطة عادة في غضون خمس دقائق عقب وقوع تلف في جدران الوعاء الدموي
تتركب الجلطة من الفيبرين و هي مادة خيطية الشكل تكون شبكة مجهرية الدقة تتلبس فيها خلايا الدم الحمراء و البيضاء
من المعتقد أن عملية التجلط تبتديها صفائح الدم وهي إحدى المكونات السويه للدم وإذا ما مر الدم بموضع خشن مثال ذلك حافة جرح في الاصبع فإن صفائح الدم تتفتت وتطلق مواد كيميائية تعمل على تكوين الفيبرين
ومن الممكن أن تكون الجلطة في داخلي وعاء إذا كان الجدار الداخلي للوعاء اء قد اخشوشن من جراء اصابة او مرض. و قد تتكون الجلطة في حالات مثل تصلب الشرايين والتهاب الأوردة الدوالي الوريدية .
والجلطة الداخلية التي تكتب في مكانها يسمى بالطثرة كما تسمى الحالة المرضية التي تنشأ منها باالطثار وفي معظم الحالات تذوب الطثرة تدريجيا في الدم وتندثر وإذا ما انفلت الطثرة من مستقرها وانسابت في الأوعية الدموية سميت بالسطامة كما سميت الحالة الناشئة من انسياب الجلطة في مجرى الدم ي بالسطامية
عد خلايا الدم والتشخيص
ان عدد الخلايا الحمراء والبيضاء التي يحتوي عليها دم شخص ما يعد مفتاحا هاما لتعرف حالته الصحية وهذا هو السبب في أن الفحص الطبي في كثير من الأحيان يتضمن عد الدم أي تقدير عدد خلايا الدم في حجم معين من بلازما الدم . وعدد الدم يفيد في تشخيص عدد من اضطرابات الدم الهامة
ان اعظم انواع الانيميا اي فقر الدم شيوعا على سبيل المثال هوذلك النوع الذي قل تقل فيه خلايا الدم الحمراء عن عددها السوي وعلى نقيض ذلك أن زيادة خلايا الدم الحمراء من علامات المرض المسمى بالتكاثر الخلايا الحمراء وهو مرض يتسم بالدوار ونوبات الصداع الشديدة وكثرة حدوث الرعاف النزيف من الأنف والإغماء أحيانا
ويحدث أحيانا لغير سبب معروف ان يزداد عدد خلايا الدم البيضاء على نحو لا يخضع للتحكم وهذا هو ما يكون عليه الحال في مرض اللوكيميا وقد يحدث العكس ايضا فان النقص في عدد نوع معين من الخلايا البيضاء علامة على مرض يسمى نقص الخلايا الحبيبية وهو مرض يسبب حمى مرتفعة وقروح في الفم والحلق لانخفاض قدرة الجسم على مقاومة العدوى بسبب قلة ما به من خلايا الدم البيضاء
و الان سنكمل موضوع مقالتنا في الجزء الثاني حيث سنتعرف على فصائل الدم وعامل الريصي RH و التعريف بضغط الدم الى ان نكمل هده السلسلة و الى ان نلتقي في الجزء من المقال ندعو الله اننا قد وفقنا في الاجابة و لوبشكل قليل هل تعرف الدم و امراضه