استراتيجيات التعلم عن بعد وكيفية اختيار الاستراتيجية المناسبة

 استراتيجيات التعلم عن بعد وكيفية اختيار الاستراتيجية المناسبة


استراتيجيات التعلم عن بعد وكيفية اختيار الاستراتيجية المناسبة


استراتيجيات التعلم عن بعد متعددة ومتنوعة، تتمتع كل واحدة منهن بخصائص ووظائف تميزها عن غيرها، واختيار الاستراتيجية الأنسب للتعلم، خطوة مهمة، لابد من دراستها جيدًا، لذا سنقدم لك في هذه المقالة بعض استراتيجيات التعلم عن البعد، وكيفية الاختيار من بينهن، تابع المقالة.

استراتيجيات التعلم عن بعد                                                                                                                                                           

مفهوم التعلم عن بعد، يشمل التعلم باستخدام الأجهزة الإلكترونية الحديثة في أي مكان سواء في المنزل، أو داخل المؤسسات التعليمية، مع بداية ظهور فكرة التعلم عن بعد، قوبلت الفكرة بالرفض؛ ظنًا أن التعليم الإلكتروني مفتقرًا لبعض العناصر الهامة اللازمة في إنجاز العملية التعليمية.

 ولكن بمرور الوقت، ومع التقدم التكنولوجي والثورة الرقمية الضخمة، أصبحت تستخدم العديد من المؤسسات التعليمية نظام التعليم عن بعد؛ نظرًا لمواكبته لمتطلبات هذا العصر، ويقدم نظام التعليم الإلكتروني عدة استراتيجيات تعليمية مختلفة، ومن أهم استراتيجيات التعلم عن بعد، ما يلي:   

استراتيجية التدريب الخصوصي

تعتمد على استخدام الفيديو والرسوم المتحركة في إيصال المعلومات، ويتم تقسيم المادة العلمية إلى فقرات، وبعد كل فقرة، يتم طرح مجموعة من الأسئلة؛ لتقييم استيعاب الطالب للمادة المقدمة.

تتميز هذه الاستراتيجية بالمرونة، ومساعدة الطالب على ممارسة المناقشات والحوارات؛ مما ينمي لديه المهارات العقلية والاجتماعية.

استراتيجية التعليم المدمج

تتميز هذه الاستراتيجية بالدمج بين التعليم الإلكتروني، والتعليم التقليدي، حيث يستخدم المعلم الوسائل التكنولوجية الحديثة المتوفرة في حجرة الوسائط المتعددة، لإيصال المعلومة إلى الطلاب.


استراتيجية العرض التقديمي الإلكتروني

تتمثل هذه الاستراتيجية في شرح المادة العلمية، باستخدام عروض تقديمية، تحتوي على صور، أو صوت، أو فيديو، وانتشرت هذه الاستراتيجية أيضًا في تطبيقات التعلم الحديثة، ومن أشهر تطبيق زووم.

استراتيجية التعلم التعاوني

تعتمد هذه الاستراتيجية على تقسيم الطلاب إلى مجموعات، ولا يتم التقسيم عشوائًيًا، بل يتم وفقًا لمهارات وقدرات كل طالب، وتحديد هدف واحد لكل مجموعة، وعلى جميع طلاب المشاركة في تحقيق الهدف المطلوب معًا، ويقوم المعلم بالإشراف على المجموعة، ومساعدتهم بتزويدهم بالمعلومات والمصادر اللازمة.

استراتيجية الألعاب والأنشطة التعليمية

تعتمد هذه الاستراتيجية على استخدام الألعاب التعليمية، لإنجاز المهام التعليمية، بطريقة ممتعة وجذابة للطلبة، وتساعد أيضًا في تنمية المهارات العقلية للطالب، وتعتمد هذه الاستراتيجية على عدة عناصر مختلفة، أهمها استخدام الحواس، وعدد المشاركين، والمكان والزمان.

استراتيجية الجولات العلمية الإلكترونية

يتطلب من الطالب في هذا النوع من الاستراتيجيات التعليمية، إجراء جولات علمية معرفية من خلال الإنترنت، لمساعدته في اكتساب المزيد من المعلومات، من خلال المصادر والمراجع والكتب المتوفرة على المواقع الإلكترونية، بالإضافة إلى إمكانية اللجوء إلى الأقراص المدمجة.

استراتيجية المحاكاة وتمثيل الأدوار

يرجع تاريخ هذه الاستراتيجية إلى قديم الأزل، حيث دعا أفلاطون إلى التدريب عن طريق التقليد، وخاصة في المواقف الحياتية؛ مما يكسب الشخص خبرة في التعامل مع تلك المواقف فيما بعد.

 

استراتيجيات التعلم عن بعد وكيفية اختيار الاستراتيجية المناسبة


خصائص التعلم عن بعد

يتصف نظام التعليم عن بعد بالمرونة؛ حيث يتاح للطالب اختيار الوقت المناسب له صباحًا كان، أو مساءً؛ لتلقي المادة العلمية، فلا يقيد الطالب بمواعيد محددة.

يستخدم نظام التعلم عن بعد، طرق ملائمة ومناسبة للجميع، فقد يلجأ إلى استخدام التقنيات المنتشرة في كل مكان، مثل الإنترنت، ومقاطع الفيديو، غيرها من الوسائل المتاحة للجميع.

لا يتطلب التعلم عن بعد تكاليف مالية باهظة، فقط يعتمد على الوسائل الإلكترونية المنتشرة في كل منزل، ففي الوقت الحالي لا يوجد منزل يخلو من التلفاز، أو أجهزة الكمبيوتر، والهواتف الذكية.

كيفية اختيار استراتيجيات التعلم عن البعد المناسبة

إن اختيار الاستراتيجية المناسبة لنظام التعلم عن بعد، يعتمد على عدة عوامل مهمة، وهي:

تحديد الهدف التعليمي

إن الهدف التعليمي عاملًا أساسًا في تحديد نوع استراتيجية التعليم المناسبة، فيلاحظ أنه إذا كان الهدف التعليمي هو شرح مصطلحات تعريفية فقط، يختلف تمامًا عن هدف إتقان مادة علمية كاملة، وبالتالي تختلف طريقة التدريس المستخدمة في كلاهما. 

توفير الموارد المستخدمة في التعلم

تعتمد كل استراتيجية على موارد معينة، فبالتالي كلما توافرت موارد أكثر، ازدادت فرصة الاختيار بين الاستراتيجيات المتعددة، في حين أن ضعف الموارد المتاحة، يقلل عليك فرصة الالتحاق ببعض الاستراتيجيات.

مدة التعلم

يتوقف اختيار الاستراتيجية المناسبة أيضًا، على المدة المقرر تعلم المادة فيها، فهناك فرق بين المادة المقرر إنجازها في أسبوع، وبين المادة المقرر إنجازها في عام دراسي كامل، وبالتالي تختلف الاستراتيجية المستخدمة في إنجاز كلاهما.

محاولة الجمع بين أكثر من استراتيجية

من الأفضل اللجوء إلى استخدام أكثر من استراتيجية، مع مراعاة التنقل بينهم بشكل سليم ومناسب، وتجنب تكثيف المعلومات، الذي يؤدي إلى التشتت، وعدم القدرة على استيعاب الكم المطلوب.

المتابعة والتقييم المستمر

بعد الانخراط في إحدى الاستراتيجيات، يجب تقييم الاستراتيجية المستخدمة باستمرار، للتأكد من فعاليتها في تحقيق الهدف التعليمي المطلوب، وإذا كانت بحاجة إلى تطوير، أو التغيير، والانتقال إلى استراتيجية أخرى مناسبة للهدف.

عيوب نظام التعلم عن بعد

يتميز نظام التعليم عن بعد، بخصائص ومميزات عدة، مقارنة بنظم التعليم التقليدية، ومع ذلك هناك عدد من العيوب الناتجة عن استخدام نظام التعليم عن بعد، ومن أهمها:

غالبًا يقصر التعلم عن بعد في الاهتمام بالجوانب والتجارب العلمية، حيث يزداد الاهتمام بالجانب النظري على العملي.

بعض استراتيجيات التعلم عن بعد تفتقر الجانب التفاعلي؛ مما يقلل من همة الطالب.

يعاني أعضاء هيئة التدريس من ضغط، وزيادة أعباء العمل، حيث يطالب من المعلم المتابعة منزلًيًا من خلال الهاتف، أو الكمبيوتر، ويطالب أيضًا بالتواجد في المؤسسة التعليمية في ساعات العمل المحددة.

من المتوقع، أن تواجهك بعض المشكلات التقنية، مثل انقطاع الإنترنت، أو التيار الكهربائي، وغيرها من المشكلات التي قد تعيق العملية التعليمية.

عدم انضباط بعض الطلاب، فقد يسجل الطالب حضوره، ولا يلقي بالًا للمحاضرة، أو قد يغادرها.

بعض استراتيجيات التعلم عن بعد، تتيح المادة العلمية للطالب، لدراستها وقت ما يشاء، ورغم كونه ميزة أحيانًا، إلا أنه لا يعلم الطالب الانضباط، والالتزام بالمواعيد.

بعض استراتيجيات التعلم عن بعد، تفتقد عنصر المنافسة بين الطلاب.

لا تعترف بعض الدول العربية بهذا النظام. 

هل شهادات التعلم عن بعد معتمدة؟

في الآونة الأخيرة، ازداد إقبال الطلاب والمؤسسات التعليمية على نظام التعلم عن بعد، خاصة في ظل انتشار جائحة كورونا، مما يزيد من موثوقية هذا النظام، وبالفعل بعض المؤسسات القائمة على نظام التعلم عن بعد، تمنح شهادات معتمدة، ولكن هناك بعض المؤسسات التعليمية، التي تعتمد على نظام التعلم عن بعد، تقدم شهادات غير معتمدة، وهناك عدد من الدول العربية لا تعترف بشهادات التعلم عن بعد.

وختامًا، إذا كنت ترغب في الاستفادة من نظام التعلم عن بعد، مع التغلب على عيوبه، فعليك اختيار الاستراتيجية المناسبة لك، وفقًا لعدة عوامل، كما ذكرنا في المقال.

 مع مراعاة بعض الأمور، ومنها التأكد من الاتصال الجيد بالإنترنت، الالتزام بالهدوء خلال الحصة الدراسية، ويفضل عدم الانشغال بأمور أخرى: مثل الطعام والشرب وتصفح مواقع أخرى، يفضل المشاركة في المناقشات، وطرح الأسئلة إن وجدت، وبذلك نكن قد قدمنا لكم كل ما يخص استراتيجيات التعلم عن بعد، وكيفية الاختيار بينهن.    


mounir tech
بواسطة : mounir tech
مدون عربي مهتم بالتكنولوجيا و خاصة تطبيقات الهاتف و كل مايتعلق بالايفون و الاندرويد
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-